الهدف هو الميناء (2)

لكن فى الليلة الأولى من رحيله عن سيبوتو لم يكن لدى ثيودور خيار سوى الاعتراف بأن توقعه كان خاطىء .

أول من لاحظ الحضور لم يكن السياف القريب من مستوى الخبير راندولف أو ساحر الدائرة السادسة ثيودور . على سطح العربة , صاح الغراب هوجين عند اكتشافه لشيء غريب فى الأفق .

كياااك-!

بفضل سحر الاستدعاء , الصورة التي رأاها هوجين كانت محفورة على عين ثيودور . في الوقت نفسه أغلق ثيودور الكتاب الذي كان يقرأه وصاح نحو راندولف الذي يقود العربة " راندولف , أوقف العربة ! "

" ماذا؟لماذا؟ "

" أسرع ! "

شعر راندولف بتعجل ثيو وشد الحبال . بفضل الأحصنة المدربة جيدًا قلت سرعة العربة بدون أي تأثير وتوقفت بعد 30 متر من صياح ثيودور .

حاول راندولف أن يسأله عما يحدث , لكن لم تكن هناك حاجة حيث بعد ذلك مباشرة بدأت الأرض القريبة من مؤخرة العربة بالاهتزاز .

كو كو كو كونج....!

"م-ما ذلك الشعور ؟! "

" - ميترا! "

على عكس راندولف المتشوش كان ثيودور يملك مساعد خاص به والذي جعله يعرف ما يحدث تحت الأرض . ظهرت الفتاة الصغيرة عند قدم ثيودور وسألت [ ديو , صوت غراب ؟ ]

‘ اه أسف , لكن يمكنك الذهاب نحو الأرض مباشرة ؟ يجب أن أعرف ما الذي يحدث هناك ‘


[ نعم ! نوي ! ] كالعادة ردت الفتاة الصغيرة بكلمات صغيرة قبل أن تغوص فى الأرض مع صوت هوينج المميز لها .

‘حسنا...يوجد اثنين منهم ‘

عندما حفرت ميترا فى الأرض وصل حضور كائنين إلى عقل ثيودور . أحدهما كان ‘ عيون هوجين ‘ يشاهد شيئا ما فى الأفق والأخر كان ميترا التي دخلت الأرض للتو .

عقله كان مشوش بالمنظرين , لكن حافظ ثيو على ثباته . كان بفضل تدريبه الذهني لاستخدام ظلمة . فى النهاية , تم الكشف عن مصدر اهتزاز الأرض .


" لا يمكن . ديدان رمل ؟! "

كانت ديدان الرمل نوع من وحوش الحشرات التي تعيش فى الصحراء عادة . كانت أجسادهم تصل لعدة دزينات من الأمتار وكانوا قادرين على التحركات السريعة لأن وزنهم لم يماثل أجسادهم . لكن كان جلدهم رقيق , لذا لا يستطيعوا التحرك فى الأماكن التي يوجد بها أرض صلبة . الذين أظهرتهم ميترا لثيودور كانوا يتجاهلوا هذه القيود .

كودودوك ! كودودودودوك!

تابعت ديدان الرمل النقدم رغم الصخور , الحصا , والتربة , والرمال التي تمشط جلدهم من الخارج . لم يهتموا بالدماء التي تقطرت في بعض الأحيان أو أعضائهم الداخلية التي سقطت من بعض أجزاء أجسادهم المجروحة . كان جرح لن تقدر ديدان الرمل الحية على تحمله .

" لا موتى . استخدام ديدان الرمل الموتي كوسيلة للتنقل ... أليس هذا إبداع ؟ "

كما قال . دودة الرمل الزومبي سوف تستطيع التحرك في أي مكان تحت سطح الأرض , مهما كانت صعوبة الرحلة . تبعا بعض الباحثين , تستطيع دودة الرمل التحرك بسرعة تساوي 60 كيلومتر فى الساعة والأكثر , تستطيع التحرك بدون أي شعور بالتعب لأنها لا ميت .

بهذه الطريقة , لم يكن غير معقول أن الملاحقين قد لحقوا بثيودور . عندما وصلوا أمام العربة مباشرة سببت حركات ديدان الرمل اهتزاز مشابه لزلزال صغير .

اخترقت ديدان الرمل خلال سطح الأرض مما جعل الدماء تتقطر وترتفع فى السماء .

كووووه...!

كان دوي مرعب . بالطبع , ثيودور وراندولف لم يكونوا خائفين من ديدان الرمل لكن لم يستطيعوا منع تعبيراتهم من التحول إلى تعبيرات الصدمة عندما رأوا مظهر ديدان الرمل .

هذا لأن اللاموتى بدأو يتصببوا من جسد ديدان الرمل .

[ اقتلو...هم...]

[ حي....لكن...]

[موتوا...معًا....]

ملوثين بقوة السحر الأسود , كانت الأجساد بالفعل أقرب إلى المعدن . كان هذا لا ميت متوسط الرتبة والذين يمكنهم إعادة انتاج بعض قدراتهم ومهاراتهم الأصلية . لقد تمتموا ببعض الكلمات , لذا كان هذا يعني أن هناك بعض الذكاء متبقي داخلهم .

إلى أي مملكة كان ينتمي هؤلاء الجنود عندما كانوا أحياء ...؟

في تشكيلتهم , الجنود العظميين المسلحين بالرماح والدروع والسيوف بدأوا يتقدموا نحو ثيودور . لم تكن هذه غارة فوضوية لمجموعة فاسدة لكن فيلق بتكتيكات جيدة , وكان هناك شخص يتحكم بهم من الخلف .

" شيييش , هذا النوع من الهجوم مزعج " تذمر راندولف بينما يتحرك للمقدمة .

" إذن سوف أزيد عدد الحلفاء "

" ايه ؟ "

حرك ثيودور إصبع سبابته بدلا من الرد .

كلاك! كان هناك صوت حاد عندما توهج السوار حول رسغه . السوار كان الأداة المصنوعة بواسطة سيد البرج الأصفر . ظهرت 6 دروع حية فجأة حول راندولف , الذي ضحك ولوى سيوفه عندما شعر بحضورهم الذي لا يصدق .

" أووه . إذن أصبحت القصة مختلفة الان "

ارتفاع العدد من واحد إلى سبعة , مجموع القوة القتالية الكلي لم يتغير كثيرًا , لكن الأفضلية لم تكن خفيفة بما أنها بعثت ضغط كبير نتيجة لعددهم وقدرتهم على الإحاطة بالشخص .

دور راندولف كان أن يعمل كمرافق لثيودور . لقد كان الساحر , لا السياف , من يلعب دور البطل في هذه الأنواع من أرض المعارك .

" رافقني جيدًا من فضلك , أيها القائد راندولف "

أخرج ثيودرو عصاته , التي لم يستخدمها أبدًا من قبل .

* * *


كااااك!

بصوت غريب , تم قطع عظام رقبة خمسة جنود عظميين . كانوا معززين بالسحر الأسود ولكن مازالوا لم يستطيعوا تحمل هالة راندولف .

حرك سيفيه المعقوفين كما لو كان يقفز نحو سرب من الخرفان . أي درع أو جسد اصطدم بأسلحته كان يتحطم ويتناثر إلى قطع . كان مستحيل أن يتمكن لاموتى متوسطي الرتبة من مقاومة هالة راندولف .

نتيجة لذلك تحول أكثر من 100 جندي عظمي إلى رماد رمادي .

لكن , لم يكن هذا كل شيء . الدروع الستة الحية التي استدعاها ثيودور كانت ناجحة أيضًا . السم الذي يتخلل أسلحة الجنود العظميين كان مصنوع من السحر الأسود ويؤثر على الكائنات الحية فقط , لذا اعترضت الدروع الحية جيش اللاموتى ومنعته من الوصول إلى ثيودور .

" ... ألا يسير الأمر أسهل مما ظننت ؟ " تمتم ثيودور ورفع عصاته .

‘ حفظ . كل المناافذ مفتوحة . كرة نارية ستة أضعاف ‘ السحر تم حثه بدون كلام حتى .

سحر ثيودور الناري المعزز بحساسيته العالية وميول النار التي وصلت للحد الأقصى كان بالفعل يفوق معايير الدوائر . كان هناك ست كرات نارية , كل واحدة تملك قوة دائرة رابعة أو أعلى . بالاضافة إلى أنه حصل على مساعدة من عصا لم يكن يستخدمها فى العادة .

سقط اللاموتى تحت القصف الكارثي .

--------------------!!!

في لحظة , تحولت العظام المتفحمة إلى رماد ومن كانوا في منتصف الانفجار تم تدميرهم بواسطة النار نفسها . كانت نتيجة قوة تدميرية بحتة . كانت هناك ست جولات فقط , لكن المدى كان كافي لهز أرض المعركة بالكامل . لو كان سحر دائرة ثالثة عادي لتمكن الجنود العظميين من تحمل نصف دزينة منهم حتى .

مع ذلك , اهتزت عيون ثيودور عندما رأى النتيجة .

‘ما هؤلاء بحق السماء؟ لماذا هم ضعفاء جدًا ؟‘

اذا سمع المشعوذ على مسافة تمتمة ثيو , كان سيهتز من الصدمة . الجنود العظميين الذين يقودهم المشعوذ كانوا بقايا جيش نخبة لمملكة قديمة . كان جيش قوي كفاية لمنافسة لا ميت كبير مثل فارس الموت أو الدولاهان .

كانت هذه وحدة أكثر قوة وقدرة من الفيالق التي واجهها ثيو في بارونية ميلر سابقًا .

‘ لا . منظوري هو الذي اختلف فقط ؟ ‘

فبعد كل شيء , كان ثيودور أقوى بعشرة مرات مما كان في ذلك الوقت .

كواانج! كوانج! كواانج!

أطلق كرات نارية ببساطة كل عشر ثواني تقريبًا , لكن عدد اللاموتى كان يقل بسرعة . مشهد الجنود العظميين ينهاروا كالفزاعات فى حقول الأرز لابد أن يكون كابوس بالنسبة لمن صنعهم .


الركود كان يتم دفعه باستمرار كلما ظهرت الفجوات بين أعداد الجنود التي لا تحصى . ربما يكون عددهم التقريبي غير محدود , لكن فى النهاية كل المشعوذين لديهم حد .

لم تمر فترة طويلة بعد ذلك حتى لم يجد راندولف شيئا ليفعله .

" اه , السيد الصغير لازال غير معقول "

الجنود العظميين كان يتم تدميرهم بمعدل أسرع من الذين يخرجوا من ديدان الرمل . بالتالي , تم دفع مقدمة العدو للخلف , واختفت الحاجة لحماية ثيودور من الأمام . شاهد راندولف بفجع فقط بينما ينظر إلى الكرات النارية التي تنطلق نحو العدو باستمرار .

مع ذلك كان في تلك اللحظة أن ...

كو كو كو كونج...!

ارتفعت دودة رمل أخرى خلف ثيودور . كانت مختلفة عن ديدان الرمل الأخرى ؛ هذه كان الهدف منها أن تكون ‘ غول ‘ بدلا من ‘ زومبي ‘

" ماذا؟! "

بالتالي , ردود أفعال راندولف والدروع الحية كانت متأخرة . سرعة الدودة الغول , التي كانت أعلى من قدرتها الحقيقية , كانت تقارن بحوت قاتل فى المحيط .

انفتح فم الدودة وظهر مشعوذ يرتدي رداء أسود " كوهوهو! لم تكونوا حذرين أيها الحمقى ! "

أدرك راندولف الأمر مباشرة , أن المشعوذ الذي كان يقف على مسافة كان مزيف بينما اختفى الحقيقي للإمساك بثيودرو الغير واعي . خطا للأمام , لكن تعويذة السحر الأسود قد اكتملت أسرع بعدة خفقات من الوقت .

" أرواح الهاوية الشريرة , اذبحيه .....! "

لعنة السحر الأسود , وزن الموت , استدعت الأطياف الذين لا يمكن مقارنتهم حتى بالأشباح أو الشؤم . لقد شكل المشعوذ اللعنة عن طريق جمع 10,000 روح على الأقل . كانت هذه كتلة من الحقد يمكنها قتل أي مخلوق حي بلمسه فقط . الشيء الأكثر رعبًا فيها كان أن السحر الدفاعي أو المقاومة الجسدية بلا فائدة أمامها .

العيب القاتل كان أن رغم التكلفة العالية , كانت هذه اللعنة شيء يمكن استخدامه مرة واحدة فقط .

‘ خطير! ‘

لحظة ارتفاع الطاقة السحرية الحمراء القاتمة كالبرق , تدحرجت قطرة من العرق على رقبة راندولف .

‘ .... ابن اللعينة ذاك كان يشاهد قدرات السيد الصغير ‘

ثيودور قد مزق جيش اللاموتى بالكرات النارية ولم يظهر اشارة للتعب رغم القصف المستمر . المشعوذ قد رأى هذا ولم يتردد فى التكمين لثيودور . حينها جهز تعويذة خطيرة كفاية حيث كان متأكد من أنها تستطيع قتل ثيودور . هل كان ممكن أن ينجو ثيودور من هذا الهجوم المفاجىء ؟

بالطبع , كان يمكن .

" ألهذا أردتني أن أنتظر ؟ " تمتم ثيو .

هل أصبح ثيو مجنون بعد رؤية موته القابع أمامه ؟ سخر المشعوذ عندما سمع تمتمة ثيودور لنفسه .

- هذا صحيح . لقد كنت أنتظر هذا .

لكن , كان ثيودور يتحدث إلى شخص أخر . مع إدراك ألفريد الحسي وقدرة كشف ميترا , القليل جدًا من الأشياء يمكنها مفاجئته . مع ذلك كان هناك سبب لانتظراره للمشعوذ ليكشف نفسه وللسماح له بإكمال تعويذته -- وزن الموت , تعويذة سحر أسود مكونة من ‘ الأرواح الشريرة ‘

يعني ...

" كل "

يعني أن هذه كانت فريسة شراهة .


********************************************************************************************************************************************************************


2018/03/16 · 4,036 مشاهدة · 1703 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024